• 24 Nov, 2025

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتداخل فيه المصادر، تبرز الأخبار المجتمعية كمساحة أكثر قرباً وصدقاً بين الناس ومنصّاتهم الإعلامية. وفي مدينة حمص، التي تمتلك تاريخاً طويلاً من الحيوية الاجتماعية والتنوع الثقافي، يلعب هذا النوع من المحتوى دورًا متزايد الأهمية في تشكيل صورة المدينة ونقل نبضها الحقيقي

الأخبار المجتمعية لا تبدأ من المؤسسات، بل من الشارع نفسه: من حيّ يعيد أهله تأهيل حديقته، من مدرسة تنظم فعالية فنية، من مبادرة شبابية تحاول زرع الوعي البيئي، أو حتى من قصة فردية تلهم المجتمع. هذا النوع من الأخبار يجعل المواطنين جزءًا من العملية الإعلامية، ويحوّلهم من مجرد متلقين، إلى مساهمين بآرائهم وتجاربهم

وفي حمص تحديداً، أصبحت التغطيات المجتمعية وسيلة لاستعادة الثقة بين السكان ووسائل الإعلام المحلية. فحين يشاهد المواطن تقريراً يوثّق نشاطاً منطقته أو مبادرة قام بها شبابه، يشعر بأن صوته مسموع، وأن مدينته تُقدَّم كما هي دون تزييف أو مبالغة. هذا القرب يعزّز الانتماء، ويزيد من مشاركة الناس في الفعاليات والمناسبات

ومع انتشار المنصات الرقمية، باتت الأخبار المجتمعية أكثر سهولة في الوصول. فالصور، الفيديوهات، والتقارير الميدانية القصيرة باتت تنتقل بسرعة كبيرة، وتصل إلى سكان داخل وخارج المدينة، حتى أولئك الذين يعيشون في الاغتراب. وهكذا، أصبح المحتوى المجتمعي وسيلة لربط الحمصيين بمدينتهم مهما ابتعدوا

كما تلعب هذه الأخبار دورًا رقابيًا إيجابيًا. فهي تلفت النظر للمشكلات الخدمية، وتعرض هموم الناس، وتدفع الجهات المعنية للتحرك. وبينما يطرح البعض مشاكل معيّنة، يشارك آخرون حلولاً ممكنة، مما يحوّل المنصة إلى مساحة نقاش جماعي وليس مجرد قناة إعلامية

ختاما،ً يمكن القول إن الأخبار المجتمعية أصبحت اليوم أحد أهم أدوات توثيق الحياة في حمص. فهي تحافظ على ذاكرة الشارع، تُبرز قصص الناس، وتعيد تشكيل علاقة الجمهور بالواقع من حوله. وفي مدينة مليئة بالتنوع والحيوية، فإن لهذه الأخبار دوراً لا يمكن تجاهله في حفظ هوية حمص وإظهار صورتها الحقيقية للعالم